١٧ - اليوم تُجْزَى كل نفس بما كسبته من عمل، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر ظلم في هذا اليوم؛ لأن الحاكم هو الله العدل، إن الله سريع الحساب لعباده؛ لإحاطة علمه بهم.
١٨ - وخوِّفهم -أيها الرسول- يوم القيامة، هذهِ القيامة التي اقتربت، فهي آتية، وكل ما من شدة هولها مرتفعة وحتى تصل إلى حناحر أصحابها، الذين يكونون صامتين لا يتكلم أحد منهم إلا من أذن له الرحمن، وليس للظالمين لأنفسهم بالشرك والمعاصى من صديق ولا قريب، ولا شفيع يطاع إذا قُدِّرَ له أن يشفع.
١٩ - الله يعلم ما تختلسه أعين الناظرين خفية، ويعلم ما تكتمه الصدور يخفى عليه شيء من ذلك.
٢٠ - والله يحكم بالعدل، فلا يظلم أحدًا بنقص من حسناته، ولا بزيادة في سيئاته، والذين يعبدهم المشركون من دون الله لا يحكمون بشيء؛ لأنهم لا يملكون شيئًا، إن الله هو السميع لأقوال عباده، البصير بنياتهم وأعمالهم، وسيجازيهم عليها.
٢١ - أَوَلم يسر هؤلاء المشركون في الأرض؛ فيتأمَّلوا كيف كانت نهاية الأمم المكذبة من قبلهم، فقد كانت نهاية سيئة، كانت تلك الأمم أشد من هؤلاء قوة، وأثَّروا في الأرض بالبناء ما لم يؤثِّر فيها هؤلاء، فأهلكهم الله بسبب ذنوبهم، وما كان لهم مانع يمنعهم من عقاب الله.
٢٢ - ذلك العذاب الذي أصابهم إنما أصابهم لأنهم كانت تأتيهم رسلهم من الله بالأدلة الواضحة، والحجج الباهرة، فكفروا بالله وكذبوا رسله، ومع ما هم عليه من القوة فقد أخذهم الله فأهلكهم، إنه سبحانه قوي شديد العقاب لمن كفر به، وكذب رسله.
ولما واجه - صلى الله عليه وسلم - تكذيب قومه له ذكر الله قصة موسى مع فرعون؛ تبشيرًا له بأن عاقبة أمره النصر، فقال:
٢٣ - ولقد بعثنا موسى بآياتنا الواضحات، وببرهان قاطع.
٢٤ - إلى فرعون ووزيره هامان وإلى قارون، فقالوا: موسى ساحر كذاب فيما يدَّعيه من أنه رسول.
٢٥ - فلما جاءهم موسى بالبرهان الدال على صدقه قال فرعون: اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه، واستبقوا نساءهم إهانة لهم، وما مكْر الكافرين بالأمر بتقليل عدد المؤمنين إلا هالك ذاهب، لا أثر له.
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
• التذكير بيوم القيامة من أعظم الرواح عن المعاصي.
• إحاطة علم الله بأعمال عباده؛ خَفِيَّة كانت أم ظاهرة.
• الأمر بالسير في الأرض للاتعاظ بحال المشركين الذين أهلكوا.