٦ - ذلك الذي ذكرنا لكم -من بدء خلقكم وأطواره وأحوال من يولد منكم- لأجل أن تؤمنوا بأن الله الذي خلقكم هو الحق الذي لا شك فيه، بخلاف ما تعبدون من أصنامكم، ولتؤمنوا بأنه يحيي الموتى، وأنه على كل شيء قدير, لا يعجزه شيء.
٧ - ولتؤمنوا بأن الساعة آتية لا شك في إتيانها، وأن الله يبعث الموتى من قبورهم ليجازيهم على أعمالهم.
ولما ذكر الله سبحانه حال الضلال بسبب التقليد في الآية الثالثة ذكر حال ضلال رؤوس الكفر في هذه الآية فقال:
٨ - ومن الكفار من يجادل في توحيد الله، بغير علم منهم يصلون به إلى الحق، ولا اتباع هادٍ يدلهم عليه، ولا كتاب مضيءٍ منزل من عند الله يهديهم إليه.
٩ - لاويًا عنقه تكبُّرًا ليصرف الناس عن الإيمان والدخول في دين الله، لمن هذا وَصفُه ذُلٌّ في الدنيا بما يلحقه من عقاب، ونذيقه في الآخرة عذاب النار المحرقة.
١٠ - ويقال له: ذلك العذاب الذي ذقته بسبب ما اكتسبته من الكفر والمعاصي، والله لا يعذّب أحدًا من خلقه إلا بذنب.
١١ - ومن الناس مضطرب يعبد الله على شك، فإن أصابه خير من صحة وغنى استمرّ على إيمانه وعبادته لله، وإن أصابه ابتلاء بمرض وفقر تشاءم بدينه فارتدّ عنه، خسر دنياه، فلن يزيده كفره حظًّا من الدنيا لم يكتب له، وخسر آخرته بما يلقاه من عذاب الله، ذلك هو الخسران الواضح.
١٢ - يعبد من دون الله أصنامًا لا تضرّه إن عصاها, ولا تنفعه إن أطاعها , ذلك الدعاء لأصنام لا تضر ولا تنفع هو الضلال البعيد عن الحق.
١٣ - يدعو هذا الكافر الذي يعبد الأصنام من ضرره المحقّق أقرب من نفعه المفقود, لَسَاء المعبود الذي ضرّه أقرب من نفعه، ساء ناصرا لمن يستنصره، وصاحبا لمن يصحبه.
١٤ - إن الله يدخل الذين آمنوا به وعملوا الأعمال الصالحات جنات تجري الأنهار من تحت قصورها، إن الله يفعل ما يريد من رحمة من يرحمه، وعقاب من يعاقبه، لا مُكره له سبحانه.
١٥ - من كان يظن أن الله لا ينصر نبيه - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إلى سقف بيته، ثم ليختنق به بقطع نفسه عن الأرض، ثم لينظر هل يذهبنّ ذلك ما يجده في نفسه من الغيظ، فالله ناصر نبيَّه، شاء المعاند أم أبى.
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
• أسباب الهداية إما علم يوصل به إلى الحق، أو هادٍ يدلهم إليه، أو كتاب يوثق به يهديهم إليه.
• الكبر خُلُق يمنع من التوفيق للحق.
• من عدل الله أنه لا يعاقب إلا على ذنب.
• الله ناصرٌ نبيه ودينه ولو كره الكافرون.