٧ - والذين آمنوا وصبروا على امتحاننا لهم، وعملوا الأعمال الصالحات لنمحونّ ذنوبهم بما عملوه من الأعمال الصالحة، ولنثيبنّهم في الآخرة أحسن الذي كانوا يعملون في الدنيا.
٨ - ووصينا الإنسان بوالديه أن يبرهما ويحسن إليهما، وإن جاهدك والداك -أيها الإنسان- لتشرك بي ما ليس لك بإشراكه علم - كما وقع لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - من أمه - فلا تطعهما في ذلك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إليّ وحدي رجوعكم يوم القيامة، فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا، وأجازيكم عليه.
٩ - والذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات لندخلنهم يوم القيامة في الصالحين، فنحشرهم معهم، ونثيبهم ثوابهم.
١٠ - ومن الناس من يقول: آمنّا بالله، فإذا آذاه الكفار على إيمانه جعل عذابهم له كعذاب الله فارتدّ عن الإيمان موافقة للكفار، ولئن حصل نصر من ربك لك -أيها الرسول- ليقولنّ: إنا كنا معكم -أيها المؤمنون- على الإيمان، أو ليس الله بأعلم بما صدور الناس؟! لا يخفى عليه ما فيها من الكفر والإيمان، فكيف ينبئون الله بما في قلوبهم وهو أعلم بما فيها منهم؟!
١١ - وليعلمنّ الله الذين آمنوا به حقًّا، وليعلمنّ المنافقين الذين يظهرون الإيمان، ويضمرون الكفر.
١٢ - وقال الذين كفروا للذين آمنوا بالله وحده: اتبعوا ديننا وما نحن عليه، ونحمل نحن عنكم ذنوبكم، فنجازى عليها دونكم، وليسوا بحاملين شيئًا من ذنوبهم، وإنهم لكاذبون في قولهم هذا.
ولما كان نفي حملهم لخطايا غيرهم قد يفهم منه أن الكفار الداعين إلى ضلالتهم لا يأثمون إثمًا زائدًا بسبب ذلك رفع ذلك الإيهام بقوله:
١٣ - وليحملنّ هؤلاء المشركون الداعون إلى باطلهم ذنوبهم التي اقترفوها، وليحملنّ ذنوب من اتبع دعوتهم دون أن ينقص من ذنوب التابعين لهم شيء، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يختلقونه في الدنيا من الأباطيل.
١٤ - ولقد بعثنا نوحًا رسولًا إلى قومه، فمكث فيهم مدة تسع مئة وخمسين عامًا يدعوهم إلى توحيد الله، فكذبوه واستمرّوا على كفرهم، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم لرسله، فهلكوا بالغرق.
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
• الأعمال الصالحة يُكَفِّر الله بها الذنوب.
• تأكُّد وجوب البر بالأبوين.
• الإيمان بالله يقتضي الصبر على الأذى في سبيله.
• من سنَّ سُنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.