٣١ - والذي أوحيناه إليك -أيها الرسول- من الكتاب هو الحق الذي لا شك فيه، الذي أنزله الله تصديقًا للكتب السابقة، إن الله لخبير بعباده بصير، فهو يوحي إلى رسول كل أمة ما تحتاج إليه في زمانها.
٣٢ - ثم أعطينا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين اخترناهم على الأمم القرآن، فمنهم ظالم لنفسه بفعل المحرمات وترك الواجبات، ومنهم مقتصد بفعل الواجبات وترك المحرمات، مع ترك بعض المستحبات وفعل بعض المكروهات، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، وذلك بفعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات، ذلك المذكور -من الاختيار لهذه الأمة وإعطائها القرآن- هو الفضل الكبير الذي لا يدانيه فضل.
٣٣ - جنات إقامة يدخلها هؤلاء المصطَفَوْن، يلبسون فيها لؤلؤًا وأساور من ذهب، ولباسهم فيها حرير.
٣٤ - وقالوا بعد دخولهم الجنة: الحمد لله الذي أزال عنا الحزن بسبب ما كنا نخافه من دخول النار، إن ربنا لغفور لذنوب من تاب من عباده، شكور لهم على طاعتهم.
٣٥ - الذي أنزلَنا دار الإقامة -التي لا نقلة بعدها- من فضله، بحول منا ولا قوة، لا يصيبنا فيها تعب ولا عناء.
ولما ذكر الله جزاء المُصْطَفَين من عباده ذكر جزاء الأرذلين منهم وهم الكفار، فقال:
٣٦ - والذين كفروا بالله لهم نار جهنم خالدين فيها، لا يُقْضَى عليهم بالموت فيموتوا ويستريحوا من العذاب، ولا يُخَفَّف عنهم من عذاب جهنم شيء، مثل هذا الجزاء نجزي يوم القيامة كل جحود لنعم ربه.
٣٧ - وهم يصيحون فيها بأعلى أصواتهم يستغيثون قائلين: ربنا أخرجنا من النار نعمل عملًا صالحًا مغايرًا لما كنا نعمل في الدنيا لننال رضاك، ونسلم من عذابك، فيجيبهم الله: أَوَلم نجعلكم تعيشون عمرًا يتذكر فيه من يريد أن يتذكر، فيتوب إلى الله ويعمل عملًا صالحًا، وجاءكم الرسول منذرًا لكم من عذاب الله؟! فلا حجة لكم، ولا عذر بعد هذا كله، فذوقوا عذاب النار، فما للظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي من نصير ينقذهم من عذاب الله أو يخففه عنهم.
٣٨ - إن الله عالم غيب السماوات والأرض، لا يفوته شيء منه، إنه عليم بما يخفيه عباده في صدورهم من الخير والشر.
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
• فضل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأمم.
• تفاوت إيمان المؤمنين يعني تفاوت منزلتهم في الدنيا والآخرة.
• الوقت أمانة يجب حفظها، فمن ضيعها ندم حين لا ينفع الندم.
• إحاطة علم الله بكل شيء.