للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٧ - "دعونا نجيل النظر في الحالة المادية لأوربا، وندقق في الموارد التي جمعها اليهود منذ بداية هذا القرن، مجرد ما جمعناه من رؤس أموال كبيرة هي ملك أيدينا في هذه اللحظة. وهكذا في باريس، لندن، فيينا برلين، أمستردام، هامبورغ، روما، نابولي ..... الخ وفي آل روتشيلد نجد أن اليهود في كل مكان هم سادة الأوضاع المالية لأنهم يملكون عدة آلاف الملايين".

ويبدو أن الحاخام Reichorn قد تعمق في دراسته لأبعاد المسيحية فجاهدها جهاداً عنيفاً و ناضلها بمرارة ووحشية، فهو يعتبر المسيحية قد ظهرت لتغتصب منهم المجد، حتى أن طلبة بطرس من المسيح كانت تتسم بسمات الآمال الدنيوية العريضة إذ سأل المسيح قائلا: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا؟ " (١). بينما تآمر الكهنة عليه يدل على مدى وقوفهم على ضياع أمجادهم ما دام المسيح حيا: "فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة.

إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا" (٢). وينتهي أمر المؤامرة بقرار قتله: "فقال لهم واحد منهم وهو قيافا كان رئيسا للكهنة في تلك السنة: أنتم لست تعرفون شيئا، ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا نهلك الأمة كلها" (٣).

والحاخام Reichorn يعلم أن المسيحية تسمو بمسيحييها عن التكالب على الدنيا وتدفعهم إلى التسامي للروحيات. يقول المسيح: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (٤).


(١) سفر متى ١٩: ٢٧.
(٢) سفر يوحنا ١١: ٤٧ - ٤٨.
(٣) سفر يوحنا ١١: ٤٩ - ٥٠.
(٤) سفر متى ٦: ٢٤.

<<  <   >  >>