للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإبان الحكم الروماني لفلسطين، كان عدد المتهودين في أنحاء العالم أضعاف العدد الموجود في الأرض المقدسة حتى أن كثيرين من أشراف روما أعجبوا بعض تعاليم اليهودية وخاصة مبدأ التوحيد.

ولكن حركة التبشير اليهودية شلت مع ظهور المسيحية، فقد تولت الديانة الجديدة الدعوة لمبدأ التوحيد في العالم الوثني (١) ومن بعدها تولاها الإسلام.

وكان بدء الإصطدام بين المسيحية واليهودية ضربه قاصمة لحركة الإصلاح التي نادى بها رسل اليهودية. . . فشلتها تماما. كما دفنت رسالة اليهودية، كديانة توحيد، في الطقوس والتعاليم الجامدة فقط.

وكان من جراء ذلك أن قام قادة اليهودية ينادون بالعزلة التامة ليتحرروا من رواسب التأثير اليوناني وبالتالي من مزاحمة المسيحية، التي بسطت آنذاك نفوذها في كل مكان، بما حصلت عليه من امتيازات وحرية واسعة لنشر ديانتها الجديدة.

وفي أوربا الغربية كان اليهود يقطنون غالبا في أحياء خاصة من المدن ليحموا أنفسهم وأموالهم من عالم لا يكن لهم أي صداقة. ففي أسبانيا مثلا كان اليهود يسكنون في أحياء خاصة. تحيط بها جدران مرتفعة تسمى "الغيتو".

ومن روسيا .. أندلعت الشرارة الأولى للصهيونية كحركة سياسة تهدف لاستعادة مجد صهيون في أرض الميعاد. . وراحت بذرة هذه الفكرة تترعرع في نفوس غلاة اليهود من ذوي المطامع السياسية


(١) "قائلين إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا .. قائلين: أيها الرجال لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها". أعمال الرسل ١٤: ١١، ١٥.

<<  <   >  >>