للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أن الله سبحانه وتعالى الذي منحهم الفرصة وأنقذم من طغيان فرعون، قد عاد وصب عليهم غضبة وسخطه، بعد أن كفروا وخالفوا شريعة موسى وأبوا أن يحيوا كبقية شعوب الأرض بأمان ووئام وتعاون لخير البشرية، فعادت أحقادهم وأخلاقهم الذميمة وطغيانهم بالويل والخراب والدمار، وسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب ويبادلهم طغيانا بطغيان، وذبحا بذبح وإفناء بإفناء، وداستهم الأمم والشعوب تحت أقدامها طوال فترات التأريخ، ومع كل ذلك لم يغيروا ما بأنفسهم من كيد وحقد وتعصب وغرور وهمجية.

بنو إسرائيل والإسلام:

عاش اليهود في شبه الجزيرة العربية بعد أن وصلوا إليها نتيجة تشردهم وخاصة بعد خراب الهيكل على يد الإمبراطور الروماني تيطس سنة ٧٠ م.

وحين بعث الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وحمله رسالة الإسلام تحقيقا لنبوءة موسى عليه السلام: "أقم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به " (١) وإتماما لنبوءة المسيح عنه: "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (٢).

لما جاء سيد الرسل وخاتم النبيين ناصبه اليهود العداء وحاربوا دعوته.

ونشب الصراع بين اليهود والمسلمين منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واتخذها مركزا لنشر الدعوة إلى توحيد الله وعبادته.


(١) سفر التثنية ١٨: ١٨.
(٢) سفر يوحنا ١٦: ١٣.

<<  <   >  >>