للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ورأى اليهود أن الدين الجديد قد أصبح منافسا يوشك أن يقضي على نفوذهم وينتزع منهم الزعامة الدينية التي كانوا يدعونها، وأدركوا ما سبق أن تنبأ به المسيح من قوله: "أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره " (١) "فكرهوا محمد صلى الله عليه وسلم، ونظروا إليه وإلى دينه الجديد وإلى أتباعه نظرة الحسد والحقد والضغينة والبغضاء وظهرت عداوتهم لدين الإسلام واضحة جلية حينما رأوا الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فأخذوا يكيدون للإسلام والمسلمين بالدس والإرجاف ثم بالمراء والجدال فيما يعلمون وفيما لا يعلمون وإذا سئلوا عن شيء في كتبهم حرفوا الكلم عن مواضعه ولبسوا الحق بالباطل ليكسبوا عطف المشركين بالغض من شأن الإسلام ونبي الإسلام، لا لسبب سوى كراهيتهم للرسول عليه الصلاة والسلام لما اختصه الله به من الرسالة " (٢).

وفد نعى الله عليهم ذلك بقوله: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} (٣).

ولقد ناصر اليهود كفار قريش المشركين عبدة الأصنام وأيدوهم في عبادة الأوثان، وأكدوا لهم أنها أفضل من الدين الإسلامي الذي يقول: " لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله " ويقوم على التوحيد وعبادة رب العالمين.

ولم يتوان اليهود عن السعي في دين الله معاجزين لكي يفتنوا الناس


(١) سفر متى ٢١: ٤٢، ٤٣.
(٢) اليهود وفلسطين للأستاذ الشيخ صبري عابدين - القاهرة ١٣٥٧ هـ ١٩٣٦ م.
(٣) سورة البقرة: ٩٠.

<<  <   >  >>