للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن دينهم، ويوهنوا من عقائدهم بالشبه الزائفة والأباطيل المختلقة، وفي ذلك تقول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (١).

ولما رأى اليهود جماعة المسلمين تتكاثر والإسلام ينتشر، ويفتح الله قلوب الناس لقبوله، أيقنوا أن لاسبيل للمحافظة على كبريائهم وزعمهم أنهم شعب الله المختار وضمان مصالحهم وسيطرتهم على مقدرات البلاد المادية والمعنوية، إلا بالقضاء على محمد صلى الله عليه و سلم وأتباعه واجتثاث آثار دينه من أصولها، فأخذوا يكيدون للإسلام والمسلمين بكافة الطرق ومختلف الوسائل، وينتهزون الفرص لمحاولة قتل الرسول الكريم كما حدث له مع يهود خيبر يوم أن أعدوا له وليمة تكريم "شاة مسمومة".

ولقد هادنهم عليه الصلاة والسلام في بادئ الأمر ووادعهم وأبرم معهم العهود، فما لبثوا أن خانوها ونكثوها، كما حدث مع يهود بني قريظة الذين تعاونوا مع كفار وألَّبوا عليه وعلى صحابته من المسلمين سائر العرب من كفار قريش وشمال الحجاز، ومالئوا الأعداء وحزبوا الأحزاب ضد المسلمين لاستئصال شأفتهم وإبادتهم، وكما حدث مع يهود بني النضير وتآمرهم على المصطنى صلى الله عليه وسلم، ولكن الله تعالى أحبط سعيهم ونصر رسوله الكريم وأيد دينه الجديد، وأنزل على قلب المصطفى أيات كثيرة مشيره إلى كفر اليهود وحقادهم وجرائمهم منها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} (٢).


(١) سورة البقرة: ١٠٩.
(٢) سورة آل عمران: ٢١، ٢٢.

<<  <   >  >>