للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خطت الفكرة الصهيونية الخطوة الأولى في حيز التنفيذ، وفي سنة ١٨٩٧ م عقد أول مؤتمر صهيوني وضعت فيه خطط هذا المشروع.

فالسنة الأولى كانت ابتداء الإضطهاد العظيم الذي أصاب اليهود في روسيا، وفي السنة الثانية ابتدأت قضية دريفوس الشهيرة التي تجلى فيها العداء لليهود بأشد صوره. فالحركة الصهيونية إذن هي من قبيل رد الفعل، وغايتها حل المشكلة اليهودية بإيجاد وطن لهم، وليس من شأننا في هذا المقام سرد تأريخ هذه الحركة منذ نشأتها وبيان ما تقلبت فيه من الأدوار، وإنما نكتفي بقولنا إن الدعوة الصهيونية ترجع إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي كما يزعمون تستند إلى أيات من التوراة فيها إشارة إلى عودة اليهود، إلى وطنهم ودولتهم وهيكلهم "هيكل سليمان" الذي ما برحوا يندبونه منذ تفرقهم.

وقد قوى هذه الدعوة انتشارا النزعات "القومية" في أوربا، وبشر الصهيونيون بإنشاء دولة يهودية يستقر فيها الشعب اليهودي التائه. على أن الروح الدينية ما برحت هي الباعث الأول والدافع الأكبر.

فالصهونية بهذه الإعتبارات وكما وصفها أحد الكتاب، "مذهب ديني في لباس وطني".

التآمر الإمبريالى الصهيوني على الشرق الأوسط: وقد ظل الصهيونيون يعملون بطرق غير رسمية إلى أن كانت الحرب، فاتفقت مصلحة الإنجليز ومصلحة الصهيونيين ونجم عن هذا الإتفاق وعد بلفور المشهور الذي قال عنه السيد الرئيس جمال عبد الناصر من رسالته إلى جون كنيدي رئيس جمهورية الولايات المتحدة الراحل: "لقد أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق ثم استطاع الإثنان - من لا يملك

<<  <   >  >>