للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن لا يستحق … بالقوة والخديعة أن يسلبا صاحب الحق الشرعي حقه فيما يملكه وفيما يستحقه ". تلك هي الصورة الحقيقية لوعد بلفور الذي قطعته بريطانيا على نفسها وأعطت فيه من أرض لا تملكها عهدا بإقامة وطن يهودي، أما مصلحة الإنجليز فرغبتهم في تأمين قناة السويس بإنشاء دولة خاضعة لإرادتهم. وأما مصلحة الصهيونين فالإتكاء على أمة قوية كإنجلترا لتنفيذ أغراضهم، فلما تحول ميزان القوة إلى أمريكا لم يتوانوا عن السيطرة عليها بما برعوا فيه من وسائل التأثير الدعائي والمالي، حتى أنهم استطاعوا أن يستميلوا كبار الساسة بل سواد الجمهور الغربي الأمريكي، إلى القضية الصهيونية. وهي في اعتقادنا وفي اعتقاد الأحرار من الأوروبيين والأمريكيين قضية لا تحتمل الإمتحان المنزه عن الأغراض، فإن بطلانها واضح ظاهر ياكاد يثب إلى ذهن المتأمل فيها .. إنها باطلة من الوجهة الجنسية ومن الوجهة السياسية ومن الوجهة التأريخية ومن الوجهة الإقتصادية وقد وصفها أحد كبار اليهود وهو المستر مورغنتو الذي كان سفيرا لأمريكا في الآستانة بقوله إنها "أعظم تضليل ظهر في التأريخ اليهودي".

ويقرر السيد الرئيس جمال عبد الناصر وجهة النظر العربية في حديث إلى تلفزيون كولومبيا بقوله: "إننا نعتقد أن حقوق عرب فلسطين لا بد أن تستعاد لأكثر من مليون عربي طردوا من بلادهم وينبغي أن يعودوا ثانية إلى أراضهم .. هذه وجهة نظرنا القائمة على الحق والعدل:

حل المشكلة اليهودية: يقول "أرنولد توينبي" في كتابه "فلسطين جريمة .. دفاع" عن ضرورة التزام الصهيونية بالتقليد اليهودي في الأخذ بالهدوء السياسي: "لقد كان هنالك أمل شبه مؤكد في ضرورة العودة لإحياء شتات بهوذا وإسرائيل الممزقة إلى وطنهم السابق في فلسطين كقاعدة أساسية

في اليهودية الأرثوذكسية. وكانت تلك القاعدة هي التي ألهمت المشتتين

<<  <   >  >>