للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اليهود، وجعلتهم يحتفظون بشخصيتهم المتميزة الخاصة في المجتمع، طوال فترة تنوف على ١٧٦٢ سنة، هذا إذا حسبنا من إخضاع ثورة "باركوبيه" سنة ١٣٥ م حتى ابتداء الحركة الصهيونية سنة ١٨٩٧ وكان ستون جيلا من اليهود المشردين قد ظهروا وانقرضوا خلال هذه الفترة الطويلة من عصور التأريخ، وظلوا جميعاً يصرون على ترك مقاليد الأمور "ليهوه القدير" نفسه ليقوم بهذا العمل، وظلوا يرون أن ذلك من عمله هو وبمبادرة منه لا من عمل شعبه المختار ولا بمبادرة أبنائه.

"كان هذا ما تأخذ به جميع المدارس اليهودية الأرثوذكسية حيث كانت تعتبر أن مهمة إعادة اليهود إلى فلسطين تقع على عاتق الله، وكان هذا الرأى هو السائد عند جميع اليهود فيما بعد عهد الإمبراطور "هادريان":

الارثوذكس منهم والمتعصبين الدينيين، واللامبالين في الدين، وقد عاش لهذا الرأى "حزب أغودات إسرائيل، وأتباعه في اعتقادهم بأن أية محاولة للقيام بمجهود إنساني بغية محاولة العودة لن تكون أكثر من تجن واغتصاب يتجاوز حدود الدين ولا يقبل به الرب".

والواقع أنه كان في الإمكان امتصاص يهود فلسطين في أوطانهم التي هاجروا منها لو تنازلت الإمبريالية عن مطامعها الإستعمارية. ولو تساهل اليهود في عصبتهم بإقلاعهم عن إعتزالهم، وتكيفهم باطنا وظاهرا بمقتضى المصلحة الوطنية. وما شأنهم في ذلك إلا شأن سائر الأقليات الجنسية والدينية التي يجب أن تشترك في تكوين قوميات لا تعرف دينا ولا جنسا غير حب الوطن.

ومع هذا فهيهات أن يخضع الغرب لهذا الرأى وهم ينساقون لإرادة إلهية حتمية ومن يضلله الله فليس له من هاد. وهكذا تخاصم المسيحيون

<<  <   >  >>