للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في نشوة سكره فحملتا منه، وجاءت الكبرى بغلام أسمته موآب، وجاءت الصغرى بغلام أسمته عمون، ومن هذين الغلامين تفرع شعبان كبيران هما شعب الموآبيين وشعب العمونيين: "وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه فنحي من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعتك البارحة مع أبي، نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعى معه. فنحي من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغرى واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب وهو أبو الموآبيين إلى اليوم. والصغيرة أيضاً ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم" (١).

هذان الشعبان الموآبي والعموني قد دخلا في جماعة الرب حسب. تسلسل الأنسال للمسيح: "وأخذ بوعز راعوث الموآبية امرأة" (٢). ودخل عليها فأعطاها الرب حبلا فولدت ابنا ودعته عوبيد هو أبو يسّى أبي داود. وهذا مناقض لما جاء بالشريعة: "لا يدخل ابن الزنى في جماعة الرب … " (٣).

وإذا تأملنا بكل تدقيق في سلسلة أنساب سيدنا عيسى عليه السلام حسب ما جاء بإنجيل متى: "كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داود بن


(١) سفر التكوين ١٩: ٣٠ - ٣٨.
(٢) سفر راعوث ١٣:٤.
(٣) سفر التثنية ٢٣: ٢.

<<  <   >  >>