للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وملكها مكان وشتى" (١).

ولم تنسى استير شعبها ومكانتها بين شعبها واستطاعت أن تستغل جمالها وافتتان الملك بها حتى استصدرت منه أمراً بإعدام أعداء اليهود إذ قالت للملك في ساعة نشوته بها: "إننا قد بعنا أنا وشعبي للهلاك والقتل والإبادة ولو بعنا عبيداً وإماء لكنت سكت مع أن العدو لا يعوض عن خسارة الملك" (٢). ووضعت عدو شعبها في كفة وشعبها ونفسها في كفة، وإنها بجمالها ورقتها قد سيطرت على عقل وقلب الملك فرأى لإرضائها أن يحمى شعبها ويذود عنهم حماية لها لا استمتاعاً بها.

وقال الملك أحشويرش لأستير الملكة ومردخاي اليهودي: "هو ذا قد أعطيت بيت هامان لاستير أما هو فقد صلبوه على الخشبة من أجل أنه مد يده إلى اليهود، فاكتبا أنتما إلى اليهود مايحسن في أعينكما باسم الملك واختماه بخاتم الملك لأن الكتابة التي تكتب باسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد" (٣). وتمكن اليهود من أعدائهم، تمكن الدخلاء من الوطنيين الشرعيين: "فضرب اليهود جميع أعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك وعملوا بمبغضيهم ما أرادوا" (٤).

والباحث المدقق في إنجيل برنابا يفطن مباشرة إلى أن بولس في اعتناقه للمسيحية إنما كان يحقق هدفا من أهداف التلمود، بل إن انقسام الكنيسة في مجمع نيقية الأول سنة ٣٢٥ إلى معسكرين (٥) متظادين: معسكر يتزعمه آريوس، وهو منطقي في آرائه ومعتقداته، وآخر يتزعمه


(١) سفر استير ٢: ١٧.
(٢) سفر استير ٧: ٤.
(٣) سفر استير ٧: ٧ - ٨.
(٤) سفر استير ٩: ٥.
(٥) أوربا العصور الوسطى، للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور.

<<  <   >  >>