للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اثناسيوس وهو الذي نادى بألوهية المسيح. . هذا الإنقسام نفسه يعتبر أحد الأهداف التي هدف إليها اليهود وعملوا لها … والدراسة الواعية للعهد الجديد تجعلنا نستشف تلك الأراء والإتجاهات التي نادى بها بولس وتحملنا على محاولة تفهم شخصيته من خلال تعاليمه.

وقد كان بولس يدعى شاول قبل اعتناقه المسيحية، وقد لقي المسيحيون على يديه كثيراً من الإضطهاد والتعذيب: "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ماعدا الرسل. وحمل رجال أتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة، وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن" (١).

بل أ كثر من هذا "كان شاول راضياً بقتل استفانوس" (٢). أما شاول فكان لم يزل ينفث تهدداً وقتلا على تلاميذ الرب. فتقدم إلى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق رجالاً أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم" (٣). ويئس الكهنة وعميلهم شاول من إبادة المسيحيين لأنه " كانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب" (٤). فلم يجد شاول سبيلا للوصول إلى أغراضه متعاونا مع الكهنة إلا أن ينضم إلى جماعة التلاميذ وخشيه التلاميذ: "ولما جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ. وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ" (٥). إذ عقدت الدهشة ألسنتهم حتى قالوا: "أليس هذا هو الذي أهلك في أورشليم الذين يدعون باسم المسيح


(١) سفر أعمال الرسل ٨: ١ - ٣.
(٢) سفر أعمال الرسل ٨: ١.
(٣) سفر أعمال الرسل ٩: ١ - ٢.
(٤) سفر أعمال الرسل ١١: ٢١.
(٥) سفر أعمال الرسل ٩: ٢٦.

<<  <   >  >>