للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد جاء إلى هنا لهذا ليسوقهم موثقين إلى رؤساء الكهنة" (١)؟! وقد سانده برنابا أحد الرسل فأخذه وأحضره إلى الرسل "وحدثهم كيف أبصر الرب في. الطريق وأنه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع فكان معهم يدخل ويخرج ويجاهر باسم الرب يسوع" (٢). إلا أن شاول لم يحسن إلى ولي نعمته فحدثت بينهما منازعة: "ثم بعد أيام قال بولس لبرنابا لنرجع ونفتقد إخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم.

فأشار برنابا أن يأخذا معهما أيضاً يوحنا الذي يدعى مرقس. وأما بولس فكان يستحسن أن الذي فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل لا يأخذانه معهما فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس" (٣). وكان لبولس سيطرة تامة على الموقف حتى أنه أغلق على برنابا نهائيا، وقبره وقبر تعاليمه وكتاباته وساد بتعاليمه وكتاباته التي تكون في حجمها ثلثي العهد الجديد.

وكان بولس يقدر على أن يتلون بأى لون ليحظى بالورقة الرابحة فلما مدوه للسياط أدعى أنه روماني: "فلما مدوه للسياط قال بولس لقائد المائة الواقف: أيجوز لكم أن تجلدوا إنسانا رومانيا غير مقضي عليه. فإذ سمع قائد المائة ذهب إلى الأمير وأخبره قائلا: انظر ماذا أنت مزمع أن تفعل، لأن هذا الرجل روماني. فجاء الأمير وقال له: قل لي: أنت روماني؟ فقال نعم. فأجاب الأمير: أما أنا فبمبلغ كبير اقتنيت هذه الرعوية. فقال بولس: أما أنا فقد ولدت فيها. وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه واختشى الأمير لما علم أنه روماني ولأنه قد قيده" (٤).


(١) سفر أعمال الرسل ٩: ٢١.
(٢) سفر أعمال الرسل ٩: ٢٧ - ٢٨.
(٣) سفر أعمال الرسل ١٥: ٣٦ - ٣٩.
(٤) سفر أعمال الرسل ٢٢: ٢٥ - ٢٩.

<<  <   >  >>