للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويصل به الدهاء أنه يتعدى أحكام الناموس القائلة: "لا تسب الله ولا تلعن رئيساً في شعبك" (١). إذ حينما أمر حنانيا رئيس الكهنة الواقفين عنده أن يضربوه على فمه قال له بولس: "وسيضربك الله أيها الحائط المبيض.

فأنت جالس تحكم على حسب الناموس وأنت تأمر بضربي مخالفاً للناموس فقال الواقفون: "أتشتم رئيس كهنة الله؟ فقال بولس: لم أكن أعرف أيها الإخوة أنه رئيس كهنة لأنه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا" (٢).

و إذا تركنا الحادثة على علاتها وظننا بهيئة المحاكمة أنها تجملت بسياسة ضبط النفس نلاحظ أن بولس سرعان ما استأثر بالموقف لصالحه لما علم أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون: "صرخ في المجمع أيها الرجال الإخوة أنا فريسي ابن فريسي. على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم.

ولما قال هذا حدثت منازعة بين الفريسيين والصدوقين وانشقت الجماعة لأن الصدوقيين يقولون إنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح. وأما الفريسيون فيقولون بكل ذلك. فحدث صياح عظيم ونهض كتبة قسم الفريسيين وطفقوا يخاصمون قائلين: لسنا نجد شيئاً رديئا في ها الإنسان وإن كان روح أو ملاك قد كلمه فلا تحاربن الله" (٣).

ومن مبادئه أنه جعل نفسه في خدمة الجميع: "فصرت لليهودي كيهودي لأريح اليهودي، وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأريح الذين تحت الناموس، وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس، مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح، لأريح الذين بلا ناموس" (٤).


(١) سفر الخروج ٣٨:٣٢.
(٢) سفر أعمال الرسل ٢٣: ٣ - ٥.
(٣) سفر أعمال الرسل ٢٣: ٦ - ٩.
(٤) الرسالة الأولى إلى كورش ٩: ٢٠ - ٢١.

<<  <   >  >>