للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولقد اتخذ اليهود من شريعة ذبائح الكفارة والإثم والفداء سبيلا لجرائمهم باستباحة الذبائح البشرية التي يتقرب بها اليهود إلى إلههم "يهوه"

ولعلهم يبررون موقفهم هذا بما فعله يفتاح الجلعادي أحد قضاة بني إسرائيل الذي نذر نذراً للرب قائلا: "إن رفعت بني عمون لِيَدِي فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب وأصعده محرقة. . ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته، وإذا بابنته خارجة للقائه وهي وحيدة .. ففعل بها نذره الذي نذر وهي لم تعرف رجلا" (١).

وقد سرت هذه العادة المجرمة المتوحشة إلى اليهود زاعمين أن التوراة والتلمود قد أوضحا طقوساً تستند على شريعة موسى وأنبياء التوراة ويطلقون عليها اسم اكسوتاريك Eksoterik وطقوساً تعتمد على السحر والشعوذة وتسمى إسوتاريك Esoteric أي الطقوس المستترة. وهم يعترفون بهذه الأخيرة ويمارسونها أ كثر من الأولى وهذه تدعو إلى المزيد من سفك الدماء. وكان السحرة من اليهود في قديم الزمن يستخدمونها بسفك دم الإنسان من أجل إتمام طقوسهم وشعوذتهم ونددت التوراة بذلك إذ قال إشعياء: "أما أنتم فتقدموا إلى هنا يابني الساحرة نسل الفاسق والزانية. بمن تسخرون؟ وعلى من تفغرون الفم وتدلعون اللسان؟

أما أنتم أولاد المعصية نسل الكذب المتوقدون إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء القاتلون الأولاد في الأودية وتحت شقوق المعاقل" (٢).

ويجمل بي في هذه المناسبة أن أورد نصوصا طقوس الذبائح والقرابين من التوراة، فقد جاء في سفر التكون للإفصاح عن فداء


(١) سفر القضاة ١١: ٣٠، ٣١، ٣٤، ٣٩.
(٢) سفر إشعياء ٥٧: ٣ - ٥.

<<  <   >  >>