للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإنسان: "وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له: باإبراهيم "فقال: هأنذا ? فقال: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك" (١). "وشاءت عناية الله أن تفتدي الذبيح "فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراه ممسكا في الغابة بقرنيه. فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه. فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه حتى أنه يقال اليوم في جبل الرب يُرَى" (٢)

ومن هذا الفداء رسم موسى عليه السلام شريعة الفصح. وكلمة "الفصح" عبرية ومعناها الاجتياز أو العبور ومعناها بالسريائية "السرور"

وهي تشير إلى عبور الملاك المهلك عن بيوت الإسرائيليين دون أن يقتل أبكارهم ليلة خروجهم من مصر.

وتذكاراً لهذه الحادثة فرض على كل رئيس عائلة منهم أن يختار حملا ذكرا حوليا، في اليوم العاشر من شهر نيسان " إبريل " ويذبحه في اليوم الرأبع عشر منه. وبعد أن يرش دمه على جدران المذبح يغرس فيه سفودين " أي سيخين " من الحديد ويجوزه الأول طولا والثاني عرضا.

ويشوى على تلك الحال على النار. ثم يأكلونه بسرعة وأحقاؤهم ممنطقة وأحذيتهم في أرجلهم وعصيهم في أيديهم إشارة إلى سرعة خروجهم منه، وإذا بقي منه شئ أحرق بالنار مع عظامه التي نهوا عن كسرها: فدعا موسى جميع شيوخ إسرائيل وقال لهم أسحبوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم واذبحوا الفصح وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسُّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست.


(١) سفر التكوين ٢٢: ١ - ٢.
(٢) سفر التكوين ٢٢: ١٣ - ١٤.

<<  <   >  >>