للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثم طقوس شريعة ذبيحة الخطأ والسهو الإصحاح الرابع والخامس من سفر اللاوين، ثم طقوس شريعة ذبيحة الأثم والسلامة الإصحاح السابع من سفر اللاوبين. ويوصى موسى بقوله: "والنار على المذبح تتَّقد عليه. لا تطفأ ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح ويرتب عليها المحرقة ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة. نار دائمة تتقد على المذبح لا تطفأ" (١).

ومثل هذه النار المتقدة دائماً تذكرنا بما صحب مولد المصطفى صلى لله عليه وسلم من آيات أهتزت لها جوانب الوجود، فارتج لولادته إيوان كسرى وتداعى البنيان، وجفت بحيرة ساوة، وغاض منها الماء، وأخمدت لفارس من نوره النار.

فكان هذا من إرهاصات النبوة التي تعد الأذهان لقبول مابعدها من أمر عظيم وشأن خطير. لقد خمدت من نور محمد صلى الله عليه وسلم نار فارس فلا أقل من أن تخمد نار إسرائيل!! لقد صورت التوراة في شريعة الطقوس والذبائح والقرابين الإله بأنه اختص بهم دون سواهم وأنه ترتاح وتنتعش نفسه من رائحة الدخان المتصاعد من المحرقات وأنه يغضب كل الغضب إذا لم تقدم إليه في الصورة التي يرضاها، أو إذا قدمت إليه في صورة غير الصورة المقررة في شريعتهم وأنه قد يصب غضبه حينئذ على المقصرين فيرسل علهيم نارا تحرقهم:

"وأخذ ابنا هارون: ناداب وابيهو كل منهما مجمرته وجعلا فيها نارا غربية ووضعا عليها بخورا وقربا أمام الرب نارا غريبة لم يأمرهما بها فخرجت نار من عند الرب وأ كلتهما فماتا أمام الرب " (٢).

ويرد القرآن الكريم على مزاعمهم هذه بقوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ


(١) سفر اللاويون ٦: ١٢ - ١٣.
(٢) سفر اللاويون ١٠: ١ - ٢.

<<  <   >  >>