للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً، لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد فكم بالحرى يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي " (١).

ويقول كذلك كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان. لأنه يقول لهم لائما: "هوذا أيام تأتى يقول الرب: "حين أكمل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديداً. لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من أرض مصر لأنهم لم يثبتوا في عهدي وأنا أهملتهم يقول الرب. لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب أجعل نواميسى في أذهانهم وأ كتبها على قلوبهم وأنا أ كون لهم إلها وهم يكونوا لي شعبا " (٢).

ويرى علماء اللاهوت بأن نبوءة إشعياء القائلة: "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك لأن هاهي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك " (٣). تنطبق على المسيح ورسالته على الأرض هي رسالة السلام ومعرفة الله أنه "روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا " (٤) ومعرفته الذاتية أنه إنسان: "أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " (٥).


(١) سفر العبرانيون ٩: ١١ - ١٤.
(٢) سفر العبرانيون ٨: ٧ - ١٠.
(٣) سفر إشعياء ٦٠: ١ - ٣.
(٤) سفر يوحنا ٤: ٢٤.
(٥) سفر يوحنا ٨: ٤٠.

<<  <   >  >>