للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لقد كانت فرائض الذبائح والقرابين سببا من أسباب إيجاد فرقة المنبوذين فإن موسى عليه السلام أمر بعزل المنجسين حتى يتطهروا كما جاء في سفر العدد: "وكلم الرب موسى قائلا: "أوصي بني إسرائيل أن ينفوا من المحلة كل أبرص وكل ذى سيل وكل متنجس لميت. الذكر والأنثى تنفون إلى خارج المحلة تنفونهم لكيلا ينجسوا محلاتهم حيث أنا ساكن في وسطهم. ففعل هكذا بنو إسرائيل ونفوهم إلى خارج المحلة كما الرب موسى هكذا فعل بنو إسرائيل " (١).

ولكي يرتقي المنبوذ أو المعزول إلى درجة الإمتزاج ببني جلدته وقومه ينبغى له من الطهارة ومن طقوس الذبائح بأنواعها ذبيحة الشكر وذبيحة الفداء وذبيحة الأثم وذبيحة الكفارة طقوسا للتطهير فيوصى موسى بني إسرائيل بقوله: " فيأخذون للنجس من غبار حريق ذبيحة الخطية ويجعل عليه ماء حياً في إناء، ويأخذ رجل طاهر زوفا ويغمسها في الماء وينضحه على الخيمة وعلى جميع الأمتعة وعلى الأنفس الذي كانوا هناك وعلى الذي مس العظم أو القتيل أو الميت أو القبر ينضح الطاهر على النجس في اليوم الثالث واليوم السابع ويطهره في اليوم السابع فيغسل ثيابه ويرحض بماء فيكون طاهراً في المساء. وأما الإنسان الذي يتنجس ولايتطهير فتباد تلك النفس من بين الجماعة لأنه نجس مقدس الرب. ماء النجاسة لم يرش عليه. إنه نجس فتكون لكم فريضة دهرية والذي رش ماء النجاسة يغسل ثيابه والذي

مس ماء النجاسة يكون نجسا إلى المساء ٠ وكل مامسه النجس يتنجس والنفس التي تمس تكون نجسة إلى المساء " (٢).

هذه الطقوس لم تقرب بني إسرائيل إلى الله بل باعدت بينهم وبين الله


(١) سفر العدد ٥: ١ - ٤.
(٢) سفر العدد ١٩: ١٧ - ٢٢.

<<  <   >  >>