للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله صلى الله عليه وسلم (١) "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" فإنه موافق لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} (٢).

ثانيًا:

أن تكون بيانًا (٣) للكتاب.

ومن أمثلة ذلك النوع: أولًا بيان المجمل (٤) كالأحاديث التي جاء فيها أحكام الصلاة. فقال صلى الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٥).

وورد في الكتاب وجوب الحج من غير بيان لمناسكه فبينت السنة ذلك فقال صلى الله عليه وسلم "لتأخذوا عني مناسككم" (٦).

وورد في الكتاب وجوب الزكاة من غير بيان لما تجب فيه ولا لمقدار الواجب فبينت السنة كل ذلك (٧).


(١) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري أخرجه ٨/ ٢٠٥ في التفسير (هود / باب وكذلك أخذ ربك (٤٦٨٦) ومسلم ٤/ ١٩٩٧ في البر والصلة / باب تحريم الظلم (٦١/ ٢٥٨٣).
(٢) سورة هود آية [١٠٢].
(٣) والسنة خير مبين فقد كان عمر رضي الله عنه يقول سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله. وسأل رجل عمران بن حصين رضي الله عنه فقال الرجل حدثونا عن كتاب الله ولا تحدثونا عن غيره فقال انك امرؤٌ أحمق أتجد في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ صلاة العصر أربعًا لا يجهر فيها وعد الصلوات ومقادير الزكاة ونحوها ثم قال أتجد هذا مفسرًا في كتاب الله، كتاب الله قد أحكم ذلك والسنة تفسره -الكفاية في علم الرواية (١٥) وقال علي رضي الله عنه لابن عباس حينما بعثه إلى الخوارج لا تخاصمهم بالقرآن فإنه حمال ذو وجوه ولكن حاججهم بالسنة.
(٤) ما له دلالة غير واضحة.
(٥) أخرجه البخاري من حديث مالك بن الحوبري.
(٦) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.
(٧) انظر كتاب الزكاة من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>