للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك ما شابهه كلها (١) كانت في المدينة في منام، والمعراج كان بمكة بنص القرآن واتفاق المسلمين.

وقد يروج على طائفة من الناس من الحديث ما هو أظهر كذبًا من هذا، مثل تواجد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سقطت البردة عنه، فهذا من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة، وطائفة من الناس يظنون هذا صدقًا، لما رواه محمد بن طاهر المقدسي؛ فإنه رواه في "مسألة السماع" (٢)، ورواه أبو حفص السهروردي (٣)


= ٣٢٣٥) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد شرح الحافظ ابن رجب هذا الحديث في رسالة سماها "اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملإ الأعلى" مطبوعة ضمن "مجموع رسائل ابن رجب" بتحقيق أخي الحبيب أبي مصعب طلعت بن فؤاد - جزاه الله خيرًا.
(١) روي هذا الحديث عن عدة من الصحابة، منهم. عبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن عائش، وأبو أمامة، وأبو رافع، وأنس بن مالك - رضي الله عنه - سأشير إلى من خرجها وأذكر بعض الكلام عليها في تخريج الجزء الكبير - إن شاء الله تعالى.
(٢) يعني في كتابه "صفة التصوف" كما في "مختصر الرد عليه" للذهبي (ق ٢٣/ ٢) واعتذر بأنه إنما أخرجه ليبين حاله لئلا ينسب إلى التعصب، فتعقبه الذهبي بقوله فلا تعصب أبلغ من إيراد هذا الحديث الذي لا يخفى وضعه على الجهال, فنعوذ بالله من الخذلان؛ فلو جفت يده عن كتابته لكان خيرًا له.
وقد انتقد هذا الكتاب على ابن طاهر. وألف الحافظ سيف الدين ابن أبي المجد المتوفى سنة ٦٤٣ هـ كتابًا في الرد عليه، واختصره الحافظ الذهبي، وهو عندي بخط الذهبي الجميل، لعله ينشر قريبًا إن شاء الله تعالى
(٣) "عوارف المعارف" (ص ١٢٠ - ١٢١): وقال السهروردي. فهذا الحديث أوردناه مسندا كما سمعناه ووجدناه، وقد تكلم في صحته أصحاب الحديث، وما وجدنا شيئًا نقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشاكل وجد أهل الزمان وسماعهم واجتماعهم إلا هذا، وما أحسنه من حجة للصوفية وأهل الزمان في سماعهم وتمزيقهم الخرق وقسمتها، أن لو صح, والله أعلم، ويخالج سري أنه غير صحيح، ولم أجد فيه ذوق اجتماع النبي =

<<  <   >  >>