للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزيزٌ بكم صَبٌ ذَلِيلٌ لِعِزكمُ ... ومشهور أوصافِ المُحِبِ التذَلُّلُ

غَرِيبٌ يُقَاسي البُعْدَ عنكَ وَمَالَهُ ... وحَقِّك عن دار الهَوَى مُتَحَوَّلُ

الغريب من الحديث: كحديث الزُّهري وقتادة وأشباههما من الأئمة ممن يجمع حديثهم، إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث يسمى غريبًا.

فإذا رَوَى عنهم رجلان أو ثلاثةٌ واشتركوا في حديث يسمى: عزيرًا.

فإذا رَوَى الجماعةُ عنهم حديثًا يسمى: مشهورًا.

فَرِفْقًا بمقطوع الوَسَائِلِ مَالَه ... إليْكَ سَبِيْلٌ لاَ ولاَ عَنكَ مَعْدَلُ

المقطوع: غير المنقطع، ويقال في جمعه مقاطع ومقاطيع، وهو ما جاء عن التابعين موقوفًا عليهم من أقوالهم وأفعالهم.

فلا زِلتَ في عزٍ مَنِيع ورِفعَةٍ ... وما زِلتَ تعلُو بالتجَنِّي فَأَنزِلُ

أصل الإسناد أولًا خِصِيصةٌ فاضلةٌ من خصائص هذه الأمة وسنةٌ بالغة من السنن المؤكدة (١)، قال ابن المبارك (٢): الإسناد من الدين، {ولولا الإسناد} (٣) لَقال من شاء ما شاءَ وطلبُ العُفو فيه سنةٌ أيضًا قال الإمام أحمد ابن حنبل (٤): طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف. وقيل ليحيى بن معين في مرضه الذي مات فيه: ما تشتهي؟ قال: بيت خالٍ، وإسناد عالٍ.

والعلو على أقسام، منها القرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسناد نظيف غير ضعيف، وذلك من أجل أنواع العلو، قال الإمام محمد بن أسلم: قرب الإسناد قربةٌ إلى الله -عز وجلَّ- والله أعلم.


(١) في "الأصل": (المذكورة) والمثبت من "أ" و"م".
(٢) رواه مسلم في مقدمة "صحيحه" (١/ ١٢).
(٣) سقطت من "الأصل" والمثبت من "أ" و"م".
(٤) رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ١٢٣ رقم ١١٦، ١١٧).

<<  <   >  >>