للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الشيخ الإمام الحافظ الناقد المتقن المحقق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي تغمده الله برحمته:

الحمد لله رب العالين وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فهذا جزء مختصر نافع -إن شاء الله تعالى- انتخبته من جزء ضخم جمعته في الأحاديث المشهورة التي يتداولها الفقهاء وغيرهم مما ليس له إسناد بالكلية، أو له إسناد لكنه مركب باطل لا أصل له، أو ضعيف لا يعتمد عليه، أو رجاله صادقون لكنه معلل (١) إما بالوقف أو الإرسال، أو غير ذلك من أنواع العلل المانعة من الاحتجاج، والأحاديث التي يحتوي عليها هذا الجزء (٢) جميعها مشترك في الضعف المانع من الاحتجاج على الانفراد، لكن بعضها يصلح للمتابعة والاستشهاد والاعتبار والاعتضاد؛ لأن ضعفه يسير، وبعضها لا يصلح لذلك؛ لشدة ضعفه أو عدم إسناده بالكلية.

وقد ذكر شيخنا -رحمه الله تعالى- في كتاب "الرد على الرافضة" (٣) تسعة عشر حديثاً من هذه الأحاديث فقال: قد يروج (٤) على أهل التفسير والفقه والزهد والنظر أحاديث كثيرة إما يصدقون بها وإما يجوزون صدقها،


(١) كنب على الحاشية: (لعله: معنعن). اهـ. وهو خطأ من كاتبه، والله أعلم.
(٢) زاد بعدها في "الأصل": (و) وهي زيادة مقحمة.
(٣) "منهاج السنة النبوية" (٧/ ٤٢٩ - ٤٣٠).
(٤) تشبه أن تكون في "الأصل" (يتروج) والمثبت من جزء المؤلف الكبير، و"منهاج السنة".

<<  <   >  >>