الإمام العالم العلامة الناقد البارع في فنون العلوم شمس الدين محمد ابن الشيخ عماد الدين أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته، مرض قريبًا من ثلاثة أشهر بقرحة وحمى سل، ثم تفاقم أمره وأفرط به إسهال، وتزايد ضعفه إلى أن توفي يومئذ قبل أذان العصر، فأخبرني والده أن آخر كلامه أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللَّهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فصُلي عليه يوم الخميس بالجامع المظفري، وحضر جنازته قضاة البلد وأعيان الناس من العلماء والأمراء والتجار والعامة، وكاثت جنازته حافلة مليحة عليها ضوء ونور، ودفن بالروضة الى جانب قبر السيف ابن المجد، رحمهما الله تعالى.
[منهج التحقيق]
بعد أن وفقني الله للعثور على هذه الرسائل - ولم أعثر عليها مجتمعة، بل عثرت عليها شيئًا فشيئًا على مدار عدة سنين - دفعتها إلى عدة من إخواني الباحثين لنسخها، فنسخ كل منهم رسالة جزاهم الله خيرًا.
قابلت الرسائل على أصولها الخطية مقابلة تامة مرتين، وقابلت المواطن المشكلة عدة مرات.
عزوت الآيات إلى مواضعها من المصحف.
عزوت الأحاديث والأثار إلى أصولها من كتب الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها.
عزوت الأقوال إلى مصادرها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإن كان مصدرها مفقودًا أو تعذر الحصول عليه؛ عزوتها إلى أقرب مصدر إلى مصدرها