للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليَّ بن أبي طالب (١).

قال الحافظ أبو عبد الله (٢): لم أرَ في ذكر الأبدال حديثًا مُتْصِلًا أحْسَنَ منْ إسنَادِ هذا الحديث. كذا قال، والله أعلم (٣).

وعن عمرانَ (٤) أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "دَخَلَ إبليسُ العراقَ فَقَضَى فِيهَا


(١) قال الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٢٨٩): هذا منقطع بين شريح وعلي؛ فإنه لم يلقه.
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (٦/ ٢٢١): فيه انقطاع؛ فقد نص أبو حاتم الرازي على أن شريح بن عبيد هذا لم يسمع من أبي أمامة ولا من أبي مالك الأشعري وأنه روايته عنهما مرسلة؛ فما ظنك براويته عن علي بن أبي طالب، وهو أقدم وفاة منهما.
وقال الحافظ ابن رجب في (فضائل الشام) له - "مجموع رسائل ابن رجب" (٣/ ٢١٤) -: شريح بن عبيد شامي معروف، قيل: إنه لم يسمع من علي، لكنه أدركه؛ فإنه يروي عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد ومعاوية وغيرهم.
ثم قال ابن رجب: وقد روي ذكر الأبدال عن علي موقوفًا، وهو أشبه.
ثم قال ابن رجب أيضًا: وروي عن علي من وجوه أخر، فهذا الأثر صحيح عن علي - رضي الله عنه - من قوله.
(٢) وقال في "المختارة" (١/ ١١١): شريح بن عبيد شامي، سمع معاوية بن أبي سفيان وغيره من أهل الشام، ولا أتحقق هل سمع من علي - عليه السلام - أم لا؟ وصفوان بن عبد الله بن صفوان سمع عليًّا وغيره، فكان الموقوف أولى، والله أعلم.
(٣) قال الحافظ ابن رجب في "فضائل الشام" (٣/ ٢١٩): وقد رويت أحاديث كثيرة في الأبدال لا تخلو من ضعف في أسانيدها، وبعضها موضوع، ولكن ليس فيها ذكر الشام. ثم قال: وروى إبراهيم بن هانئ عن الإمام أحمد قال: إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال، فلا أدري من هم. ومراده بأصحاب الحديث من حفظ الحديث وعلمه وعمل به؛ فإنه نص أيضًا على أن أهل الحديث من عمل بالحديث لا من اقتصر على طلبه، ولا ريب أن من علم سنن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمل بها وعلمها الناس فهو من خلفاء الرسل، وورثة الأنبياء، ولا أحد أحق بأن يكون من الأبدال منه، والله أعلم.
(٤) كذا في "الأصل" والصواب (عن ابن عمر) كما في معجمي الطبراني، وغيرهما، والله أعلم.

<<  <   >  >>