للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتكلم في هذا الحديث، ويقول: هو حديث ضعيف، قال: ولا أعلم أن زيد بن ثابت تكلم في الفرائض على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل ولا على عهد أبي بكر، ولهذا لم يختلفوا في الجد على عهد أبي بكر، وإنما وقع النزاع بينهم فيه في خلافة عمر - رضي الله عنه -، ولم يكن زيذ معروفا في الفرائض في خلافة أبي بكر (١).

فإن قيل: فقد روي هذا الحديث من غير حديث أبي قلابة عن أنس؛ فرواه معمر، عن قتادة، عن أنس، قال الترمذي (٢): حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ئابت، وأقرؤوهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".

فالجواب: إن مثل هذا الإسناد لا يُحتج به؛ لغرابته وضعف راويه، قال الترمذي: هو حديث (غريب) (٣) لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه.


(١) وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٣١/ ٣٤٢): وبعضهم يحتج لذلك بقوله: " أفرضكم زيد" وهو حديث ضعيف لا أصل له، ولم يكن زيد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - معروفًا بالفرائض.
(٢) "جامع الترمذي" (٥/ ٦٢٣ رقم ٣٧٩٠) وروى الذهبي هذا الحديث في "السير" (٤/ ٤٧٤ - ٤٧٥) من طريق الترمذي، وقال: قلت: سفيان ليس بحُجة.
(٣) كذا في "عارضة الأحوذي" (١٣/ ٢٠٢) و"تحفة الأشراف" (١/ ٣٤٦ رقم ١٣٤٤) و"تحفة الأحوذي" (١٠/ ٢٩٤ رقم ٣٧٧٩) و"سير أعلام النبلاء" (٤/ ٤٧٥)، ووقع في نسخة "جامع الترمذي" المطبوعة: حسن غريب.

<<  <   >  >>