للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باطل" (١).

أما قول من قال: إن الميزان يصرف عن معناه الحقيقي، فقد ردّه معظم العلماء.

قال الرازي موجهاً حمل لفظ الميزان على العدل: " إن حمل هذا اللفظ على مجرد العدل مجاز وصرف اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز من غير ضرورة غير جائز، لا سيما وقد جاءت الأحاديث الكثيرة بالأسانيد الصحيحة في هذا الباب" (٢).

٥ - مثال غيظ النار:

قال تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (٣)

زعم بعض المفسرين أن النار لا تبصر، ولا تتكلم، ولا تغتاظ. وأن ذلك كله من قبيل المجاز، أو أن الذي يفعل ذلك خزنتها، في حين أجمع من يعتد به من أهل العلم على أن النصوص من الكتاب والسنة، لا يجوز صرفها عن ظاهرها إلا لدليل يجب الرجوع إليه، كما هو معلوم في محله (٤)

واحتمل ابن عاشور كلا المعنيين الحقيقي والمجازي حيث خالف القاعدة التي نصّ عليها في تفسيره، وذلك نابع من عقيدته الأشعرية، وهذا قوله: " وإسناد


(١) انظر قواعد الترجيح / حسين الحربي، ج ٢، ص ٣٨٩.
(٢) التفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ١٤٩.
(٣) سورة الفرقان، الآية (١٢).
(٤) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١٨، ص ٢٢١، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ٤٣٦، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٣، ص ١١، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٠، ص ٢٨٨، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٠، ص ٤٣١، وأضواء البيان /الشنقيطي، ص ١٣٠٦.

<<  <   >  >>