للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يراد منها (١) ".

٥ - مثال التحية:

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٢).

اختلف المفسرون في قوله: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ} فيمن نزلت على قولين:

أحدهما: إنها نزلت في اليهود (٣).

والثاني: إنها نزلت في المنافقين، رواه عطية عن ابن عباس (٤) ..

ورجح ابن عاشور أن الآية نزلت في المنافقين لأنه الأليق بنظم الكلام وهذا قوله: " أما هذه الآية ففي أحوال المنافقين، وهذا مثل ما كان بعضهم يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم - (رَاعِنَا) تعلّموها من اليهود وهم يريدون التوجيه بالرعونة فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا


(١) التحرير والتنوير، ج ١٢، ص ١١٢.
(٢) سورة المجادلة، الآية (٨).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم , ج ٤، ص ١٧٠٧، ح- ٢١٦٥.
(٤) انظر هذين القولين في زاد المسير / ابن الجوزي، ج ٤، ص ٢٤٦.

<<  <   >  >>