للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١) ولم يُرد منه نهي اليهود (٢).

أما معظم المفسرين فيرون أن المعني بالآية هم اليهود (٣).

وذكر ابن كثير وأبو حيان والشوكاني كلا القولين ولم يرجحوا (٤).

حجة أصحاب القول الأول الذين يرون أن الآية نزلت في اليهود:

استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء ناس من اليهود إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، فقلت: السام عليكم، وفعل الله بكم وفعل، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة إنَّ الله لا يُحِبُّ الفُحش، فقلت: يا رسول الله، ألست ترى ما يقولون؟ فقال: "ألست ترينني أرد عليهم ما يقولون؟ أقول: عليكم " وهذه الآية في ذلك نزلت: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٥).


(١) سورة البقرة، الآية (١٠٤).
(٢) التحرير والتنوير، ج ١٣، ص ٣١.
(٣) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٨، ص ٩، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ٢٧٧، والتفسير الكبير / الرازي، ج ١٠، ص ٤٩١، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٨، ص ٢٧٨ وروح المعاني / الألوسي، ج ١٤، ص ٢٢٠، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٩، ص ٥٩، .
(٤) انظر تفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٣، ص ٤٥٢ - ٤٥٣، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ٢٣٤.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب الدعاء للمشركين، ج ٥، ص ٢٣٤٩، ح- ٦٠٣٢، ومسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف =

<<  <   >  >>