للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا القول رجحه أكثر المفسرين منهم ابن عطية والرازي.

قال ابن عطية: " وقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ} يريد بذلك ما كانت اليهود تفعله من قولهم في التحية السام عليك يا محمد .... ثم كشف الله تعالى خبث طويتهم والحجة التي إليها يستروحون، وذلك أنهم كانوا يقولون: نحن الآن نلقى محمداً بهذه الأمور التي تسوؤه ولا يصيبنا سوء، ولا يعاقبنا الله بذلك، ولو كان نبياً لهلكنا بهذه الأقوال، وجهلوا أن أمرهم مؤخر إلى عذاب جهنم، فأخبر الله بذلك وأنها كافيتهم. وقال ابن عباس: هذه الآية كلها في منافقين، ويشبه أن من المنافقين من تخلق في هذا كله بصفة اليهود " (١).

ورجّح الرازي هذا القول ووصفه بأنه أقرب إلى معنى الآية ومن قوله: " وهذا الجنس فيما روي وقع من اليهود، فقد كانوا إذا سلموا على الرسول عليه السلام قالوا: السام عليك، يعنون الموت، والأخبار في ذلك متظاهرة، وقصة عائشة فيها مشهورة" (٢).


= يرد عليهم، ج ٤، ص ١٧٠٦، ح- ٢١٦٥، والطبري في تفسيره، ج ٢٨، ص ٩، وهذا لفظ الطبري، ولم يذكر البخاري نزول الآية لكنها ثابتة عند غيرهم من حديث نمير عن الأعمش، ويشهد له ما أخرجه أحمد في مسنده، ج ٦، ص ٢٢٩، ح- ٢٥٩٦٦، والبيهقي في الشعب، ج ٦، ص ٥١١، ح- ٩١٠٠.
(١) المحرر الوجيز/ ابن عطية، ج ٥، ص ٢٧٧.
(٢) التفسير الكبير / الرازي، ج ١٠، ص ٤٩١.

<<  <   >  >>