للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اجتمع إخوة الفتى وتشاوروا واتخذوا القرار ووضعوا طريقة التنفيذ.. لا بد أن يقتل لقد عصى الرب وأهان الكنيسة.. وجاء من يخبره ويشير عليه.. وهرب الفتى من قريته.. قلبه على إخوته.. يدعو لهم بالهداية..

ويدق باب شقته دقاً خفيفاً.. يفتح يجد أخته أمامه.. بكت وأخبرته بما أفرحه.. ستشهر إسلامها.. وبكى وأخبرها أنه طالما سهر الليالي يبتهل إلى الله أن يلحقها به.. ولأن الأم قد ماتت منذ أمد بعيد فقد ظلا يتوسلان إلى الله أن يهدي قلب أبيهما إلى الإيمان.

ولم يمض وقت طويل حتى جاء ذلك اليوم.. عاد من عمله.. وجد أخته خلف الباب.. أسرعت إليه.. قالت له: أبوك في انتظارك.. جاء ساعياً إلى نور الحق.. انكب على رأسه ويديه يقبلهما.. ويشهر الأب إسلامه ليموت على الإسلام بعد عام ونصف.

وفارس آخر يلحق بالركب.. عبد الله المهدي.. أسلم وجاء ليكمل نصف دينه.. ولم يجد أمامه سوى أخت (الفتى) ليقترن بها ويسافرا معاً حيث يعمل إماماً لأحد المساجد في الدوحة.

وهذا مقال نشرته عنه مجلة الفيصل في عددها الصادر في أكتوبر ١٩٩٢-بتصرف-:

كانت أمنية "فوزي صبحي سمعان" منذ صغره أن يصبح قساً يقَبِّل الناس يده ويعترفون له بخطاياهم لعله يمنحهم صك الغفران ويغسل ذنوبهم بسماعه الاعتراف ... ولذا كان يقف منذ طفولته المبكرة خلف قس كنيسة "ماري جرجس" بمدينة الزقازيق ـ عاصمة محافظة الشرقية بمصر ـ يتلقى منه العلم الكنسي، وقد أسعد والديه بأنه سيكون خادماً للكنيسة ليشب نصرانياً صالحاً طبقاً لاعتقادهما.

ولم يخالف الفتى رغبة والديه في أن يكون خادماً للكنيسة يسير وراء القس حاملاً كأس النبيذ الكبيرة أو دم المسيح كما يدعون ليسقي رواد الكنيسة وينال بركات القس.

لم يكن أحد يدري أن هذا الفتى الذي يعدونه ليصير قساً سوف يأتي يوم يكون له شأن آخر غير الذي أرادوه له، فيتغير مسار حياته ليصبح داعية إسلامياً.

<<  <   >  >>