وتمعّن كثيراً في الآيات الموجّهة لأهل الكتاب وللمسيحيين مثل:(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) و (لتجدنّ أقرب النّاس مودّة للّذين آمنوا الذين قالوا انّا نصارى) .. (ذلك أنّ فيهم قسّيسين ورهباناً.. وأنّهم لا يستكبرون) .
وتعجّب كثيراً عندما قال له الاستاذ حميد الله، بعد توديعه اثر زيارة المسجد الجديد:"سنلتقي إن شاء الله يوم القيامة" فسأل القسيس: "أيستطيع رجل دين مسيحيّ أن يكون مع المسلمين يوم القيامة؟ ".. ثم أكّد له حميد الله:"نعم، انّ الله يجازي كل من سعى من أجل أن يُعبد في هذه الأرض". فقارن القسيس ذلك بمبدأ المسيحيين بأن "لا نجاة خارج الكنيسة". وأعاد قراءة الآيات التي تضمن الجنّة لكلّ (مَن آمَنَ وعمِلَ صالحاً) .
وفي سنة ١٩٧٦م، قام الأب دوشمان بزيارة الى الهند وباكستان استغرقت أربعين يوماً، واحتفظ بانطباعات ايجابيّة.. وربّما قرّر القسيس اعتناقه الإسلام، في هذه السنة، إلاّ أنّه صار يخفي ذلك، كي لا يزعج ابنة خالته التي كفلها والتي كانت تُبدي تمسّكاً شديداً بالمسيحية التقليديّة. وبعد وفاتها سنة ١٩٨٢م، غيّر دوشمان مناخ بيته، حيث وضع اسم الله في الأماكن التي كان فيها صليب أو صنم. وكان قد اختار لنفسه اسم "عبد المجيد" لأنه اسم الشاب التونسيّ الذي ساعده على معرفة الإسلام، فيما بقي حريصاً على الصلوات الخمس وصوم رمضان، وتابع خطبه أمام المصلّين المسيحيين الذين لم يلاحظ إلاّ القليل منهم أنّ قسيسهم المفضّل صار يخاطبهم حول عظمة الله أكثر ممّا يركّز على شخصيّة السيّد المسيح (ع) .