للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحقت بمدرسة نوباريان الأرمنية وهي مدرسة لا تقبل إلا النصارى الأرمن فقد كان عدد طلاب المدرسة من حضانة إلى ثانوي ما يقرب من ١٢٥ طالب فقط في جميع مراحل التعليم بها. وكان أول ما نفعله صباحاً في طابور المدرسة هو الصلاة ونحن واقفون في صفنا، وكانت توجد كنيسة بالمدرسة وكان أكثر المدرسين في المدرسة نصارى.

فمن الواضح الآن للقارىء أني لم يكن لي أي إختلاط بالمسلمين إلا القليل من أصدقائي في الحي أو جيراني، بل كانت معظم أوقاتي أقضيها بالكنيسة , وكنت أخدم كشماس في الكنيسة (والشماس هو الذي يساعد القسيس في مراسم القداس والصلاة) .

واستمر بي الحال على ذلك حتى وصلت المرحلة الثانوية، وفي هذه المرحلة بدأت أرتبط بالكنيسة والقساوسة أكثر من ذي قبل وكنت سعيداً جداً بهذه العلاقة لأني كنت من المقربين لديهم وأصبحت أقوم بمعظم شعائر القداس من قراءة للإنجيل ورد على القسيس عندما يتلوا أي شيء منه، بالإضافة إلى تحضير القربان والخمر للقداس (أعاذكم الله منها) .

بداية الهداية:

وفي يوم من الأيام كنت أجلس مع أحد أصدقائي المسلمين,

فقال لي: ألن تسلم؟

فقلت له: ولم أسلم؟ ولم لا تتنصر أنت؟

فقال لي عبارة كانت هي أشد ما سمعت..

قال: (أنتم كلكم في النار) !

فيالها من كلمة قوية وقعت عليَّ كالصاعقة..

النار؟!؟

لماذا النار؟؟

وأناأعمل كل شيء صالح لأتقرب إلىربي لكي أدخل الجنة ثم يقول لي أني سوف أدخل ... النار؟

فعندما هدأت سألته: لماذا أدخل أنا والنصارى جميعاً النار وأنتم المسلمون تدخلون الجنة؟

فقال: لأنكم تقولون ثالث ثلاثة وأن المسيح ابن الله وغيرها من الافتراءات على المسيح!

فقلت له: وكيف عرفت كل هذه الأشياء..هل قرأت الإنجيل؟

قال: لا بل قرأتها عندنا في القرآن.

الشك واليقين:

<<  <   >  >>