كانت حياة الدكتور عبده إبراهيم تمر كحياة أى نصراني حتى وصل إلى المرحلة الثانوية التى قضى فيها أربع سنوات من ١٨٩٦ إلى ١٩٠٠ كان يدرس وهو في المرحلة الثانوية مع زميلين له في بيوتهم، وكان هذين الزميلين مسلمين، فكان يراهما عند حلول وقت الصلاة يستأذنان فيتوضآن ويصليان العصر ثم يعودان.. وتكررت هذه العملية طيلة فترة الدراسة المشتركة.. وكان عبده طالب الثانوية العامة يراقبهما فى الصلاة وفى الحركات والأصوات وهذا كان أول خيط فى النسيج الطيب.. وهنا بدأت عبده يفكر من على حق فيهم ومن على باطل وظن عبده إن صديقيه لديهما نفس الأسئلة فبادئهما بالسؤال.. وأول شىء فعله هو الوضوء فقط ليجرب.. ثم سألهما على حكمة الوضوء والصلاة وماكان لدى الشباب الصغير العمر رداً سديداً على هذه الأسئلة.. وكانت بداية النهاية فقد قال لهما "إننا جميعاً مقلدين ولاخير فينا مالم ندرك حقيقة مانختار فهلا تعاهدنا جميعاً على البحث فى حقائق الدين وأسباب ما نحن عليه من خلاف فيه بالرغم مما نحسه جميعاً من حب وود يجمعنا" وإستغرق عبده وصدقى فى دراسة الأديان أما ثالثهما قد زهد فى هذه الدراسة لحالته المادية الغير مناسبة فإنكب على دراسته ونجح فى الثانوية وأما الباحثين عن الحق فرسبا لإنهماكهما فى البحث عن حقائق الدين وظن الأهل أن الشابين إنحرفا.. أما الباحثين فقد إستكملا طريق البحث عن الحق وتابعا الندوات العلمية والكتب البحثية مما أدى إلى تعرفهما على الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله فلازماه.. ثم مرت سنه الإعادة ونجح الصديقان الباحثان عن الحقيقة ودخلا كلية الطب.. فما إن دخل الطالب عبده إبراهيم كلية الطب وبَعُدَ عن مؤثرات أهله، حتى تفتقت التربة الصالحة عن شجرة الإيمان وبدأت تنمو وتكبر.. وحينما وصل إلى دراسة التشريح أصابته خشية الله نتيجة رؤية الموتى.. ففاتح صديقية فى رغبته فى إعتناق الإسلام.. فنصحاه بإكمال دراسته مخفياً دينه