حتى التخرج فيستطيع أن يوفر الكسب الحلال لنفسه.. فرضخ الدكتور الشاب لطلبات صديقيه.. ولكن نور الله لا يستطيع إحد أن يخفيه.. فلما تخرج وأصبح طبيب إمتياز، لم يعد يطيق كتمان ما في داخله، وكان شهر رمضان وتخلف عبده عن حضور الغداء فى يوم الأحد مع الأسرة.. ثم فى الأحد التالى إمتنع أباه عن الأكل بإنتظار إبنه الطبيب.. ثم كان الأحد الثالث فى هذا الرمضان.. وكانت العاصفة حيث صارحه أباه بما راوده من شكوك.. هنا آن أن يلقى حموله وينهى حياته القلقة.. فأعلم أباه بإسلامه.. فعرض عليه المال والزواج.. فعرض عبده عليه الإسلام.. فتوعده أباه بالويل والثبور وعظائم الأمور.. فإندفع الإبن المسلم إلى خارج لدار فخرجوا ورائه يسبونه ويقذفونه بالطوب.. فخرج إلى الشوارع وراجع نفسه فوجد أنه ليس لديه شىء لا كتبه ولا أدواته ولا ملابسه ولا يملك المال بالطبع فإستضافه صديقه فى طريق البحث الدكتور صدقى وأنفق عليه صديقهم الثالث.. ثم وجد أهل الدكتور عبده إبنهم.. فدعوه إلى مناقشة رجال الدين النصراني.. فوافقهم وكانت المناظرة فى بيت أبيه.. وفى يوم المناظرة فى الصباح ذهب الدكتور إلى الشيخ محمد رشيد رضا فأرشده إلى الأسئلة المضادة والأدلة من الكتب السابقة وغير ذلك مما خفى عليه من فنون المناظرة.. وكانت المناظرة وكانت الردود المفحمة من الطبيب الشاب وألجم رجال الدين النصارى.. وإنتهت الجلسة بأنهم يلتقون مرة أخرى مع رجال أقوى أما الحضور فقد تشككوا فى دينهم وأصبحت المسلمات عندهم معلقات واعلن القساوسة صب اللعنات على الطبيب عبده.. ثم كان اليوم الموعود مع أعلم علماء النصارى وجاء الناس منتظرين الهزيمة النكراء للطبيب الشاب.. وكان رد عبده رداً قوياً لا يخرج سوى من باحث قضى عمره فى البحث عن الحق.. فحاربه أهله ولكنه لم يرضخ لهم، وتزوج فتاة مسلمة من بيت علم ودين.. وكانت قصة الزواج أحد العذابات التى تعرض لها هذا الرجل