للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفى الحقيقة، قد يبدو أحيانا أننى أقل التصاقا بالتراث من أولئك الذين يعتبرون من الناحية النظرية أكثر شكا فى الروايات التقليدية. وبصفة خاصة، فان مبدأ التمييز بين الأحداث العامة والدوافع المعلنة وعدم قبول ما يقال عن الدوافع الا اذا تطابق مع نتائج الدراسة الدقيقة المستقلة للأحداث- يؤدى الى رفض كثير من تفاصيل روايات التراث كما فى حالة دراستنا للهجرة الى الحبشة مثلا.

ولقد تناولنا الأحاديث النبوية فى المرحلة الملكية من ناحية المتن أو المحتوى، ولم نعر الاسناد أو سلسلة الرواة اهتماما كبيرا. أما فى المرحلة المدنية؛ فان دراسة الاسناد تساعد على تقييم الحديث ومدى موثوقيته كما تساعد على تقدير اتجاهاته، أما فى فترة ما قبل الهجرة، فان دراسة الاسناد لا يبدو أنها تؤدى الى نتائج ذات قيمة*، والراوى الوحيد الذى تستحق روآياته الدراسة هو عروة بن الزبير، وقد تناولنا «اتجاهاته» فى الملحق (و) .


* لم يفرق أحد من رجال الحديث بين أهمية الاسناد فى الفترة المكية والفترة المدنية- (المترجم) .

<<  <   >  >>