بنى هاشم وبنى المطلب ليحثهم على الموافقة على حماية محمد (عليه الصلاة والسلام) .
كذلك ذكرت المصادر بعض المهام والوظائف، منها مثلا النسىء (وهو حق تقرير متى يزاد فى شهر قمرى ليتوافق مع السنة الشمسية) ، والسقاية (الاشراف على موارد الماء وتوفيرها للحجيج) والرفادة (اطعام الحجيج) واللواء (حمل العلم فى الحرب أو تعيين من يحمله) ، ويكاد ذلك أن يكون ادارة محلية بالمعنى الذى نفهمه الان أو كما فهمه الاغريق والرومان. وكانت هذه المهام تعتبر امتيازات لأصحابها، وكان بعضها على الأقل يعطى أصحابها فرصة لجمع المال، فبالنسبة للسقاية، كان على الحاج أن يدفع مبلغا فى مقابل استخدام ماء زمزم (لامانس، Lammens مكة، ٦٥) ، كما سمعنا عن ضرائب متنوعة كانت تجبى من الحجاج والتجار، وان كان أسلوب جمعها غير واضح*.
* ذكر ابن كثير فى البداية والنهاية أن جرهم بن قحطان الجرهمى كان نازلا باعلى مكة ... وكان السميدع سيد قطوراء نازلا بقومه أسفل مكة وكل منهما يعشر من مر به مجتازا الى مكة (أى يأخذ منه عشر ما معه من مال كضريبة) . وكان ذلك قبل قصى بمئات السنين، كما كانت هذه التصرفات وغيرها سببا فى رفض خزاعة لحكم جرهم لمكة فتمالات عليهم وقاتلوهم حتى أجلوهم عن مكة. ثم ان قصيا كان أول من تولى السقاية والرفادة واللواء وجعلها مهام يتشرف بها من يحملها من بعده من ذريته. أما السقاية فلم تكن من زمزم لا فى زمان قصى ولا بعده الى ما قبل مولد الرسول عليه الصلاة والسلام بقليل لأن عمرو بن الحارث سيد جرهم طمر زمزم عندما تأكد من هزيمته أمام خزاعة. وكانت السقاية بعد اعادة حفر زمزم الى عبد المطلب الذى حفرها- طوال حياته، ثم صارت الى ابنه أبى طالب مدة، ثم اتفق أنه أملق فى بعض السنين: فاستدان من أخيه العباس عشرة ألاف الى الموسم الاخر وأنفقها أبو طالب فيما يتعلق بسقاية الحجيج فى عامه. فلما كان العام المقبل لم يكن مع أبى طالب شىء فقال لأخيه العباس: أسلفنى أربعة عشر ألفا أيضا الى العام المقبل أعطك جميع مالك، فقال له العباس: بشرط ان لم تعطنى تترك السقاية لى أكفلها، فقال نعم، فلما جاء العام الاخر لم يكن مع أبى طالب ما يعطى العباس فترك له السقاية فصارت اليه ثم انتقلت فى ذريته الى أن أخذها المنصور (البداية والنهاية لابن كثير) .