الكمشبغاوي وآخران معه فأطلقهم سودون أيضا، وعمد يلبغا إلى خيل الطواحين بديروط فأخذها وتوجه هو ومن معه إلى دمنهور فقبض على نائبها والتف عليه جمع من المفسدين فنادى في إقليم البحيرة. بحط الخراج عنهم واحتاط على ما للسلطان هناك من خراج وغيره، فلما بلغ ذلك نائب الغيبة بيبرس قريب السلطان جرد إليهم بأمر السلطان جماعة منهم آقباي حاجب الحجاب وتمام أربعمائة من مماليك السلطان، فلما خشي يلبغا أن يدركوه فر إلى الغربية ثم إلى المحلة فنهب بيت الوالي ثم توجه إلى الشرقية ثم إلى العباسة، وخشي الأمير بيبرس على خيل السلطان وخيول الناس فأمر بطلوعها من الربيع بالجيزة وسدت غالب أبواب القاهرة خشية من هجوم يلبغا، ثم بلغ بيبرس النائب في الغيبة أن يلبغا توجه إلى جهة قطيا، فأرسل إليه أمانا صحبة مؤمن البريدي، فلما قرأه أمر بتقييد البريدي ثم توجه إلى جهة القاهرة، فبرز لملتقاه الأمراء الذي بالقاهرة فالتقوا بالمطرية، فحمل عليهم فتكاثروا عليه وكاد أن يؤخذ فاتفق أنه خرق القلب وتوجه نحو الجبل الأحمر وتمت الهزيمة على أصحابه واتبعوهم فأمسك بعضهم وفر بعضهم واستمر يلبغا وراء القلعة ساعة ينتظر أصحابه فلم يتبعم منهم إلا عشرون نفسا، فعلم أنه لا طاقة له في الحرب فاستمر هاربا وتبعه بعض العسكر إلى تربة الحبش فلم يلحق به.