يستحضر كثيراً من فروع الحنفية مع براعة في العربية والمعاني والبيان ومع بشاشة الوجه وطلاقة اللسان وكرم النفس والسخاوة، جواداً، وكان أول ما ولى التدريس والخطابة والإمامة بمدرسة الجائي في حدود سنة تسعين، وولي مشيخة تربة قجا السلحدار، وولى مشيخة قوصون مدة ثم رغب عنها، وولي نظر القدس بعناية ايتمش ثم صرف عنه، وولي في سلطنة المؤيد مشيخة الشيخونية ونظر الكسوة ووكالة بيت المال، ثم صرف عن الكسوة وحصلت له جائحة مع الدويدار بسببها فصرف عنها واستمر في الوكالة وفي الشيخونية حتى مات فجأة، وجرت له خطوب مع الناصر فرج واتصل بالمؤيد فعظم قدره عنده، ولو كان يصون نفسه ما تقدمه أحد! ورقت حاله بعد موت المؤيد جداً، واستقر بعده في وكالة بيت المال نور الدين الصفطي شاهد الأمير الكبير، واستقر في الشيخونية بعده الشيخ سراج الدين قارئ الهداية، وذكر العيني أنه عاش زيادة على سبعين - فالله أعلم.
[سنة ثمان وعشرين وثمانمائة]
في ثامن المحرم حضر المبشر بالصالحية وذكر أنه تعوق بسبب مقبل، وكان مقبل قد فر من القاهرة فصار ينزل في طريق الحاج وربما حصل ممن يصحبه لمن يمر به أذى، وتأخر قدوم الحاج عن العادة يومين فقدم الأول في الرابع والعشرين والمحمل في الخامس والعشرين، وذكروا أنهم