وفي سابع عشر ذي الحجة زلزلت الأرض بعد مضي ساعتين أو نحوهما من الليل وكانت خفيفة.
وفيها بعد موت ابن الكويز ادعى تاج الدين ابن الهيصم الذي كان عمل الأستادارية في زمن الناصر والوزارة في زمن المؤيد أن ابن الكويز انتزع منه دارا كانت ملكه بالبركة وهدمها وبنى بها دارا جديدة ورام انتزاعها من ورائه، فتعصب له جماعة عند السلطان، فطلب ابن الهيصم وأهانه، وانتزع منه المستندات التي تشهد له بملك الدار المذكورة ووقفها، وهذه الدار صارت بعد ذلك ملكاً لابن مزهر، ثم بيعت بعده إلى أن صارت لابن كاتب المناخات ثم لزوجته فوقفتها، وقد تقدم استقرار تاني بك في نيابة دمشق نقلاً من حلب وذلك بعد موت تاني بك ميق بدمشق، ولما كان في السنة المقبلة أظهر العصيان فكان ما سنذكره
[ذكر من مات في سنة ست وعشرين وثمانمائة من الأعيان]
إبراهيم بن مبارك شاه الإسعردي الخواجا التاجر المشهور صاحب المدرسة بالجسر الأبيض، كان كثير المال واسع العطاء كثير البذل بخلاف قريبه الخواجا شمس الدين بن المزلق؛ فمات هذا في رجب مطعوناً ولم يكمل الستين، وعاش ابن المزلق. . . بعده دهراً طويلاً.