ثم تنكر له جقمق بسبب كلام نقله للسلطان، فأظهر جقمق أن الأمر بخلاف ذلك، فالتمس جقمق من السلطان أن يمكنه منه فأذن له، فرسم بنفيه من القاهرة فأخرج على حمار، فمات في أثناء الطريق غريباً طريداً في حادي عشر صفر، ودفن بغزة.
يوسف بن شريكار، العينتابي، ولد سنة ست وستين بعينتاب، وتعانى القراآت فمهر فيها وانتفعوا به. وكان يتكلم على الناس بلسان الوعظ، وكان فصيح اللسان حلو المنطق مليح الوجه، له يد في التفسير، وعاش خمساً وستين سنة - ذكره العينتابي في تاريخه.
[سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة]
في الثاني من المحرم جلس السلطان في إيوان دار العدل، وجلس القضاة والمفتون ومن له الجلوس من الأمراء. ووقف الباقون وبقية العسكر صفوفاً، وأحضر مم بن قرمان مقيداً صحبة داود بن ناصر الدين محمد بن خليل بن محمد بن دلغادر التركمانيِ، فوقف داود مع الأمراء وأخر ابن قرمان، وقرئت القصص على العادة وركب السلطان إلى القصر فأحضر ابن قرمان وداود فخلع على داود. وعاتب السلطان ابن قرمان على تعرضه لطرسوس وعلى قبح سيرته في رعيته فسأل العفو، ثم بدر منه أن قال: يا مولانا السلطان لمن تعطى البلاد؟ فاستسمجه