للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد الصلاة، ثم وصل سودون المحمدي مبشراً بقدومهم فاجتمع بالسلطان في يوم الاحد الثاني والعشرين منه، ثم تلاحق بقية العسكر، فمنهم من جرته الريح إلى ساحل دمياط كما تقدم، ومنهم من جرته إلى الإسكندرية، ونزل أكثرهم بساحل رشيد، ثم دخلوا بحر النيل فاستقبلهم الريح المريسية، فما تكامل مجيئهم إلا في يوم الأربعاء حادي عشر شعبان، فركبوا جميعاً ومعهم الأسرى والغنيمة إلى القلعة، وخلع عليهم، واجتمعوا بالسلطان يوم الخميس.

[من الحوادث بعد سفر الغزاة]

في أواخر جمادى الآخرة قدم زين الدين عبد الباسط الذي كان ناظر الجيش ومدبر المملكة في سلطنة الأشرف بعد أن استأذن في القدوم إلى السلطان زائراً، فأذن له فقدم، وهرع الناس إلى تلقيه وبالغوا في ذلك لما ظنوا من عوده إلى ما كان عليه، فلما اجتمع بالسلطان خلع عليه وعلى أولاده الثلاثة، فزينت لهم البلد وأظهروا من الفرح به ما لم يكن في البال حتى أطبق أكثر الناس على أنهم ما رأوا مثل ذلك اليوم من كثرة استبشار الناس به، وهرع الناس بعد للسلام عليه وأرجفوا بولايته وتنافسوا في ذلك، فأقام أياماً ثم استأذن في الزيارة فأذن له، فحصل له بسط زائد وابتهاج وعاد بغير شيء، ثم تكرر ذلك إلى أن أظهر أنه لا أرب في ولاية من الولايات وإنما يريد أن يشتي

<<  <  ج: ص:  >  >>