قاعد فيها، وذلك لما تعالى النهار ولم يشعر بشيء من ذلك حتى نزل الجميع عليه فارتدم المكان به فمات غماً، وجاء الخبر إلى ولده فتوجه من المنصورة مسرعاً فوصل إليه فنبش عنه، فوجد الخشب مصلباً عليه ولم يخدش شيئاً من جسمه، بل تبين أنه مات غماً لعجزه عن التخلص من الردم المذكور - والله المستعان.
[سنة تسع وأربعين وثمانمائة]
استهل شهر الله - المحرم يوم الجمعة، ففي أول يوم منه - توجه من يلاقي الحاج إلى عقبة إيلياء، وصحبتهم أنواع من المأكولات والعلف على العادة.
وفيه أسلم جميع الأساري الذين كان ملك الروم جهزهم إلى سلطان مصر، وذكروا أنهم من بني الأصفر -، وأن ملكهم قتل في المعركة، وأن عسكرهم كان أضعاف عسكر ابن عثمان، وأن النصر الذي حصل ما كان على الخاطر؛ وذلك أن الكفار كانت لهم مدة في التجهيز لأخذ بلاد السواحل من المسلمين والتوصل إلى الاستيلاء على بيت المقدس، فاجتمع منهم من جميع أمصارهم من يستطيع القتال، ولم يشكوا هم ولا ملك المسلمين في اخذ السواحل وانكسار عساكر المسلمين، ففتح الله للمسلمين بالنصر بأن ملك الكفار لما رأى قلة عسكر المسلمين طمع فيهم فحمل بنفسه وكان شجاعاً بطلاً، فقتل من المسلمين عدة