في ثاني ذي القعدة سنة أربع وثمانمائة أخبرني محمد بن علي بن ضرغام إجازة قال حدثني الشيخ فخر الدين عثمان المقرئ في سنة وأربعين أن بعض الجن أخبره أن الفناء يقع في مصر بعد سنة ويكون عاما في أكثر الناس، قال: وكنت عزمت على الحج فلم أرجع من مكة وأقمت بها مجاورا إلى هذه الغاية ووقع الطاعون العام سنة تسع وأربعين كما قيل.
علي بن بهادر بن عبد الله الداوداري النائب بصفد علاء الدين كان جوادا ممدحا عارفا بالمباشرة ودارى عن صفد أيام تمرلنك حتى سلمت من النهب، ويقال إنه أحصى ما أنفقه في تلك الأيام فبلغ عشرة آلاف دينار وأكثر من ذلك، وكان ينفق على الواردين إليها من قبل الكائنة والهاربين إليه بعدها، واستقر بعد ذلك حاجبا بصفد فعمل عليه نائب صفد الآتي ذكره سودون الحمزاوي وضربه ضربا مبرحا واستأصل أمواله ومات من العقوبة في أواخر السنة وقد قتل به سودون قصاصا