في ذلك وجد المناوي السبيل إلى السؤال في العود فأعيد وقرر الأصيل في قضاء دمشق، فوليه في شعبان سنة إحدى وثمانمائة في أواخر دولة الظاهر بمال اقترضه وافر فباشر قليلا فلم تحمد سيرته، فلم يلبث الظاهر أن مات فسعى الأخناي حتى عاد ورجع الأصيل إلى مصر واستمر معزولا، ونالته بالقاهرة محنة بسبب الديون التي تحملها وسجن بالصالحية مدة ثم أطلق، وكان له استحضار يسير من السيرة النبوية ومن شرح مسلم فكان يلقي درسه غالبا من ذلك ولا يستحضر من الفقه إلا قليلا، مات عن ستين سنة أو أكثر في أواخر ذي الحجة من السنة.
محمد بن علي بن محمد بن عقيل بن محمد بن الحسن بن علي أبو الحسن البالسي ثم المصري نجم الدين ابن نور الدين ابن العلامة نجم الدين، تفقه كثيرا ثم تعانى الخدم عند الأمراء ثم ترك ولزم بيته، ودرس بالطيبرسية إلى أن مات وقد أضر قبل موته بيسير، ونعم الشيخ كان خيرا واعتقادا جيدا ومروءة وفكاهة، لزمته مدة وحدثني عن ابن عبد الهادي ونور الدين الهمذاني وغيرهما؛ مات في عاشر المحرم وله أربع وسبعون سنة.