ربيع الأول من هذه السنة قبل البلقيني بسنة ونصف وكفى الله شره وكان قد قارب الثمانين أو جاوزها.
يوسف بن الحسن بن محمود السرائي الأصل التبريزي عز الدين الشهير بالحلوائي - بفتح أوله وسكون اللام مهموزا - الفقيه الشافعي، ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وتفقه ببلاده، وقرأ على الشيخ جلال الدين القزويني والشيخ بهاء الدين الخونجي والقاضي عضد الدين، واجتمع في بغداد بالشيخ شمس الدين الكرماني وأخذ عنه الحديث وشرحه للبخاري ومهر في أنواع العلوم، وأقبل على التدريس وشغل الطلبة، وعمل على البيضاوي شرحا، فلما دخل الدعادعة وهم أتباع طقتمش خان تبريز وخربوها تحول الشيخ عز الدين إلى ماردين فأقام بها مدة، ثم راسله مرزا ابن اللنك فقدم عليه تبريز فبالغ في إكرامه فأقام بها، وكتب على الكشاف حواشي وشرح الأربعين للنووي، وكان زاهدا عابدا معرضا عن أمور الدنيا مقبلا على العم، وكان قد حج ثم زار المدينة فجاور بها سنة