فاتفق أن اللنك لما عزم على الدخول لبلاد لروم أرسل إليه أن يحضر هو وجنوده فحضر إليه فمات بعد الوصول والظفر بابن عثمان فبدّل فرح اللنك ترحاً وحزناً عظيماً بحيث أنه جعله في تابوت وحمله إلى سمرقند فدفنه بمدرسته التي أنشأها هناك، واتفق وفاة محمد سلطان ووفاة أبي يزيد بن عثمان في وقت واحد، ويقال: إن ابن عثمان قال للّنك: إني أعرف أني لا أبقى معك ولكني أوصيك بثلاث: لا تسفك دماء الروم فإنهم ردء الإسلام، ولا تترك التتار بهذه البلاد فإنهم من أهل الفساد، ولا تخرب قلاع المسلمين وحصونهم فتسلط الكفرة عليهم، فقبل وصيته في الأمور الثلاثة وعمل حيلة قتل بها غالب رجال التتار.
وفيها بعد قتل اللّنك ابن عثمان أخرج محمداً وعليّاً ولدي ابن قرمان من حبس ابن عثمان، وخلع عليهما، فاستولى كل منهما على جهة، ووصل اسفنديار أحد ملوك الروم وكان ممن يعادي ابن عثمان فأكرمه